بعد احتفاله بعيد ميلاده العشرين، لم يكن يتصور الطالب الجامعي مراد أنّ أول وأخطر قرار سيدفعه القدر إلى اتخاذه في حياته الجديدة هو قرار الهجرة السرية أو كما يسميها الجزائريون "الحرقة". من حسن حظه أنه كان يلتقي بأشخاص يساعدونه في تحقيق حلمه دون أدنى مقابل مادي، ولكن القدر كان في كل مرة يعاكسه في تنفيذ مشروعه، فأدرك في نهاية المطاف أن الطريقة السرية في الهجرة لم تكتب له لحكمة لا يعلمها إلا الله، فقرر العودة إلى المنزل خائب الظن بعد أن غادره دون أن يخبر والديه بنيته في الهجرة السرية. في طريق العودة وجد نفسه مدفوعا من القدر مرة أخرى إلى تحقيق حلمه في الهجرة بطريقة أخرى عجيبة وبأمل جديد ومحفزات لم تخطر على باله أبدا.. !
Genre: DRAMA / GeneralIt's a new book.
الفصل الأول
خرج صباحا من المنزل وهو مصمم على فعل شيء غير عادي في ذلك اليوم المشمس...لأول مرة يشعر بأنّ له طاقة عجيبة على مواجهة العالم كرجل، دون الاعتماد على أحد!
لم يعتد على هذا الشعور من قبل، فقد كانت أيامه في الثانوية وحتى في الجامعة يملؤها الروتين والملل بالرغم من بعض الأحداث الهامة المتعلقة بتضحياته في الدراسة وفي حياته الخاصة التي شغلت ذهنه لفترة وجيزة، إلاّ أنها سرعان ما تلاشت آثارها.
في ذلك اليوم شعر بعمق أنه في أتم الاستعداد لتحقيق أحلامه الكبيرة، التي انتابته في اليقظة في فترة الدراسة المتوسطة قبل أن يلتحق بالثانوية...لقد انفجرت آنذاك مواهبه في التمثيل والتأليف المسرحي وفي ممارسة كرة القدم،كما ظهر تفوقه في كل المواد الدراسية، ولم يؤثر نشاطه المسرحي أو الرياضي في المؤسسة التعليمية أو في خارجها في المركز الثقافي التابع لحيه على مستوى دراسته، بل زاده حماسا وتفوقا حتى أصبح يسبح في أحلام يرى نفسه فيها بطلا مغوارا في المستقبل!؟
لقد قرر في ذلك اليوم بالذات أن يتمتع بوقته ولا يفكر في أي شيء، وأن يذهب إلى أي مكان دون تحديد وجهته بفضل ما جمعه من مبلغ مالي البارحة.
ذلك اليوم كان أول خطوة في مساره الجديد في حياته...إنه فجر بزغ نوره فجأة بعد رحلة عمر دامت عشرين سنة...نعم، أمس كان عيد ميلاده العشرين!
احتفل به ببساطة في وسط أسرته المتواضعة، وكان كل واحد من الأسرة يهنئه بحرارة على نهاية مرحلة من حياته وبداية أخرى، متمنيا له كل السعادة والتوفيق في بقية عمره...كانت هدية الأب المتقاعد عبارة عن مبلغ مالي محترم تشجيعا له على ولوج عالم الرجولة بثقة وأمان.
كان الحدث في ظاهره يبدو عاديا ككل الأحداث التي مرت به، ولكن في قرارة نفسه كان يعلم أنه يعيش منعرجا تاريخيا في حياته، لذلك أراد أن يصيح بأعلى صوته قائلا: ها أنا ذا، لقد أصبحت رجلا بأتم معنى الكلمة...لا وصاية علي بعد اليوم...أنا المسؤول الوحيد عن قراراتي وتصرفاتي!
Language | Status |
---|---|
English
|
Already translated.
Translated by Brahim Koulila
|