"رجل العباءة" حكايات واقعية من قلب الشارع والمجتمع، وأخرى من خيال المؤلف، امتزجت جميعها في هذه المجموعة، وتركز المجموعة في مضمونها على قدسية رجال الدين والبيروقراطية المتفشية في المجتمع، عبر أسلوب سهل من خلال زاوية البعد النفسي لمعالجة الشخصيات والقضايا
تتنوع قصص المجموعة ما بين الإسقاط على سلبيات أصبحت تعيش معنا في مجتمعنا الراهن نتيجة لبزوغ نجم بعض التيارات وخفوت نجم البعض الآخر.. وكذلك ما يعانيه المواطن في حياته اليومية نتيجة لبيروقراطية الحكم وإحساس الكثيرين بالعجز الفكري تارة والمادي تارة أخرى؛ هذا العجز الذي انعكس على جميع المعاملات الإنسانية في المنزل والعمل، وأيضا العلاقات العاطفية التي لم تعد كما كانت عليه في السابق من تضحية وعطاء.. وأخيرا الكبت الأسري والضغط الدماغي الناتج عن عادات وموروثات لا يقبلها عقل.
Genre: ART / General
صدر من الكتاب طبعتان، كما تمت إتاحته إلكترونيا وحقق عدد قراءات فاق الـ10 آلاف قارىء.. يجرى العمل حاليا على تحويل بعض قصص المجموعة إلى أفلام قصيرة.
اعتادت "صفية" زوجة "شُكر" الخروج بأوانى الطهي خاصتها إلى الترعة الممتدة كشريط قطار بطول القرية.. كانت "عايقة" ترتدى فستانا خامته من القطن الخالص وألوانه فاتحة تنتشر عليه الورود كحديقة أو بستان ينتظر من يقطف منه ما يشاء، خاصة وأن تقدم "شُكر" فى العمر حال دون قدرته على العمل فى هذا البستان كما كان يفعل خلال أعوامه الماضية.. بفستانها هذا الذي يمتد فقط لأسفل ركبتيها بقليل ويظهر ذراعيها شديدي البياض، وبـ"إيشرب" صغير من نفس خامة الفستان، تغطي به جزءا من رأسها التي امتدت منها خصلات شعرها كشلال في أعلى منحدر بدول المنبع في أفريقيا.. تجلس على حافة الترعة بعدما لملمت فستانها ليظهر ما أسفله وتشرع في غسيل الأواني وهي تردد أغنية "محلاها تدبيلة عنيك" لحسيبة رشدي.. بجوارها تجلس جارتها وصديقتها "هنية" والتى تغمز لها بأن "الهوى وصل"...
كان "عبد الله" شاب يصغر صفية بسنتين لكنه شديد الإعجاب بها وهى كذلك، وكثيرا ما اختلى بها في منزله عندما كانت تخبر زوجها بأنها ذاهبة إلى السوق.. مرات عدة افترشت "صفية " جسدها كملاية على سرير عبد الله الذي بدوره لم يدخر جهدا فى إعادتها لزوجها وهى متوهجة كعروس ليلة زفافها.. محمرة الخدين والشفاه.. تعانى ألما لذيذا فى ظهرها ومهبلها الذي يشبه قلب زهرة ينفتح وينغلق على طريقة اللعبة التى كان الأطفال يلعبونها قديما "فتحي يا زهرة.. غمضي يازهرة"..
لم يكن أحد بالبلدة يعرف قصة "صفية " و"عبد الله" سوى صديقتها "هنية" والتى لم تكن قد تزوجت بعد.. وبعد فترة بعيدة بدأت الأحاديث تكثر حول زوجة "شُكر" و"عبد الله" ابن عرفان، حتى إن شيخ البلد أرسل فى طلب "شُكر" من أجل هذه المسألة..
ذهب إليه "شُكر" فى منزله.. كان شيخ البلد يجلس على كرسيه المعتاد فى واجهة الدار - وهو كرسي قيل إنه ينتمي لزمن الفراعنة.. ضخم وعليه رسومات فرعونية مميزة، يشعر من يجلس عليه كأنه سيد هذا الكون وكل هؤلاء ما هم إلا عبيده..
Language | Status |
---|---|
English
|
Translation in progress.
Translated by Hadeel Alshawahin
|