A man who has lost his memory wakes up to find himself in a city for the poor who work in serving another city for the rich, to witness the permanent and eternal conflict between the poor and the rich, and the varied meanings of good and bad for people.
Genre: FICTION / PoliticalActually, in Egypt the Author doesn't know much information about his book sales or rankings, but you can contact with the publisher.
كانت قطعة الخشب الأخيرة، لوح خشبي ضئيل يفصله عن الحياة التي شعر بقيمتها، كان يزحف في النفق وحياته كلها بما فيها من أفراح وأحزان وذكريات تزحف معه، تنتظر الوصول إلى الضوء، مرت حياته كلها عليه، حتى ذلك الماضي الذي لا يعلم منه شيء، مر بجانبه، لكنه لم يستبينه، ولم يره بحكم الظلام الدامس حوله، ولكنه على الأقل وللمرة الأولى شعر بوجوده معه.
استجمع سالم نفسه وما تبقى من قواه، وضرب قطعة الخشب ضربة صرخ معها بأعلى صوته، تحطمت وزالت من أمامه، أزالها فانقشعت تماماً ليظهر خلفها الضوء القوي المتناثر الذي أجبره على غلق عينيه قبل أن يصابا بالعمى.
سمع بعض الأصوات من حوله، ظن في البداية أنها أصوات الطبيعة، لكنه سرعان ما أدرك كونها أصوات بشر، فبدأ يفتح عينيه ويخرج من النفق
وجد نفسه أخيراً يقف في غرفة واسعة تشبه تلك الأولى، ولكنها تمتاز بقوة الضوء أكثر، بها منضدة أيضاً، لكن الفرق هنا أن خلفها يجلس رجل صارم الهيئة، أشيب الشعر قليلاً، داكن اللون، يبدو متمرساً أو معتاداً على مثل هذه المواقف، ذو وجه لا يتفاجأ أبداً ولا تبدو عليه الدهشة، ونظرة ثاقبة من عينين حادتين في وجه ملئ بالتجاعيد.
نظر سالم نحوه وكأنه فقد عقله، ولا يستطيع السيطرة على انفعالات وجهه\ن يضحك ويبكي في آن واحد، يستجمع بعض الكلمات ويهم بالنطق بها، فتتبخر من فمه ويبقى مشدوهاً.
نظر للرجل الجالس خلف المنضدة، وكاد قول شيء، لكن لسانه لم يتحرك، فنم وجه الرجل الآخر عن ابتسامة، سرعان ما أكدت شكوك سالم، فشعر ناراً تجتاح قلبه، وتمزق ما تبقى له من عقل.
كانت تلك الغرفة هي غرفة التحقيق الحقيقية، وذاك هو المحقق المكلف بالتحقيق معه.
-لم يكن أمامنا سبيل آخر للتأكد من معرفتك بالقراءة من عدمه، لقد اخترنا الطريقة الأصعب والأكثر ضماناً، لكني أعترف لقد تعبنا جداً، ومللنا كثيراً من الانتظار، في كل مرة اقتادوك فيها لغرفة التحقيق، كان الجنود يدخلون الزنزانة ويفتشون عن الورقة، ليعرفوا ما إن وجدتها أم لا، وها أنت أمامي الآن.
وقعت كلمات المحقق تلك على سالم كأنها قذائف لهب تلقى عليه، أو كالأسهم التي تعمل على الفتك بالجيوش وتكبيدها الخسائر قبل التحامها في المعركة.
ضحك المحقق أكثر، ثم علا صوته بالضحك وهو يقول:
-هل ظننت حقاً أن باستطاعتك الهروب من هنا، هل سمعت قبلاً بمن هرب
Language | Status |
---|---|
Spanish
|
Translation in progress.
Translated by Jairo Rangel
|